غزة – الشعلة للإعلام – نهلة قاسم |
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المعاكسات الهاتفية بشكل واضح ولاسيما وان الجولات أصبحت في متناول يد المراهقين ، فنادرا ما تجد أحدا لا يتملك جهاز جوال ، ونتيجة لعوامل عدة ، أهمها غياب الوازع الديني ، وعدم وجود أماكن يستطيع الشاب والفتاة من خلالها ، تفريغ طاقاتهم ، والتعبير عن أنفسهم ، وقتل أوقات فراغهم ، إضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي ، وانتشار البطالة ، وما تسببه من كبث عاطفي ، فأصبحوا يرتكبون جرائم عدة تحت مسميات " تسالي ، مقالب ، تعارف " الــخ ، من هذه المسميات ، ومن هذه الجرائم المعاكسات الهاتفية ، والجديد في الأمر أن المعاكسات الهاتفية لم تعد تقتصر على الشباب بل امتدت إلى الفتيات ، بشكل واضح تسببت في تدمير العديد من البيوت الآمنة. الشابات الأكثر إقبالا يؤكد " حسام سعيد " -أحد بائعي الجوالات في مدينة غزة - أن " أكثر مرتادي المحل من الذين يسألون عن جوال الكاميرا هم من النساء وبالذات الشابات منهن " ، موضحا أن " غالبيتهن يحرصن على اقتنائه لمجرد حب الظهور والتفوق على القرينات". ويضيف بائع آخر يدعى " رامز " أنه من " الملاحظ أن تأتي فتيات لاستبدال جوالات جديدة بما معهن ، أو بيعها أو وضعها للصيانة وفي داخلها صور لصديقاتهن أو صور لأفراد عائلاتهن ولم تنتبه إلى حذف هذه الصور قبل البيع أو الاستبدال أو الصيانة مما يعرض هذه الصور إلى الاستغلال ". الجوال شيطان روان 22 عاما متزوجة ، قالت لمراسلة , صحيفة الشعلة للإعلام , نهلة قاسم , أنها تسببت في خراب العديد من البيوت ، وواصلت تقول .. كنت دائما احلم بزوج مختلف .. حسن المظهر ، ولكنني تزوجت رجل قبيح المنظر بخيل ، وكنت اشعر بالنقص والغيرة كلما شاهدت أزواج صديقاتي ، وقريباتي ، وكنت اسرق أرقام أزواجهن ، وأقوم بالاتصال عليهم من شريحة لا يعرف رقمها احد ، خصصتها للمعاكسات ، ونجحت بإشباع رغبتي الجامحة ، وأقمت علاقات عاطفية على الهاتف مع أزواجهن ، ونجحت بتحويل حياتهن إلى جحيم ، وبعد أن طلقت إحدى صديقاتي ، شعرت باننى السبب ، فأصبت بحالة هستيرية ، كدت افقد فيها عقلي ، وتعالجت في مستشفى الأمراض النفسية ، وشفيت والحمد لله ، ولكن بعد فوات الأوان ، وارجوا من الله أن يسامحني على ما ارتكبته بحق نفسي أولا ،ثم بحق صديقاتي. راما احدي السيدات التي طلبت الطلاق من زوجها بعد أن ورد على جواله العديد من الرسائل الغرامية من مراهقة ، وعندما اكتشفت الآمر اعتقدت أن زوجها على علاقة مع أخرى فطلبت الطلاق وأصرت عليه ، ونتيجة لذلك قام الزوج باستدراج الفتاة و أقنعها انه بدأ يحبها ويحلم بها ، وبعد حوالي شهر من المكالمات استطاع أن يحدد هويتها ، وكانت الفاجعة ، أنها ابنة عم زوجته في السادسة عشر من عمرها ، واطلع زوجته على الموضوع وقامت بمعالجته على طريقتها ، ورجعت إلى زوجها ، بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من الطلاق. لينا بعد عام واحد من زواجها ، طلقت بسب إحدى المعاكسات والتي كانت تتصل بشكل يومي على زوجها وتبعث له بالرسائل في منتصف الليل ، فلم تطق الأمر وأصرت على الطلاق ، ولم تنجح كل محاولات الزوج بنفي التهمة عنه ، وبعد ستة شهور جاءتها صديقتها وجارتها المطلقة باكية تعترف لها أنها من كانت وراء خراب بيتها ، وتطالبها بالسماح ، فعرفت حينها أنها كانت ضحية صديقتها وجارتها الغيورة. سماح طالبة جامعة اعترفت لمراسلة" صحيفة الشعلة للإعلام " ، أنها أدمنت المعاكسات الهاتفية ، وهى تختار أرقاما عشوائية ، بحجة أنها تريد فلانة ، وبعد ذلك الشاب من تلقاء نفسه هو من يقوم بالاتصال عليها ، وهى تتساهل معه ، وتضيف أنها أقامت العديد من العلاقات عبر الجوال ، وإنها أدمنت ذلك ، وأرجعت ذلك لأسباب عدة أهمها ، أنها تحاول قتل أوقات الفراغ ، وإشباع رغباتها الكامنة ، ولاسيما أنها تعيش في أسرة مفككة . علم نفس ويوضح الدكتور " ناصر جربوع " ، الموجه التربوي في وزارة التربية والتعليم وأحد محكمي المناهج الفلسطينية رأيه بالمسألة قائل : " أن الشباب يلجئون لهذه الوسيلة لإشباع الفراغ العاطفي الذي يعانون منه ، ولاسيما أننا في مجتمع مغلق ومحافظ ، يجرم ويحرم العلاقات المباشرة ، فهذه الطريقة تؤمن الخصوصية والسرية. وعن أسباب انتشار هذه الظاهرة ولاسيما في أوساط الفتيات قول دكتور " ناصر جربوع " ، ، هناك العديد من الأسباب المباشرة والغير مباشرة التي تؤدى إلى الوقوع في هذه المشكلة منها:- 1- غياب الوازع الديني وانحدار الأخلاق . 2- تأخير سن الزواج ، وذلك بسب تدهور الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن الحصار. 3- مغالاة بعض الآباء في طلب المهور، ووضع شروط تعجيزية أمام المتقدم ، دون مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة ، هذا إضافة إلى رفض بعض الآباء تزويج بناتهن ولاسيما الموظفات حتى لا يفقد راتبها ، مما يدفع الفتيات بطريقة أو بأخرى للجوء لهذه الوسيلة المحرمة. 4- الأفلام والمسلسلات ، والتي أصبحت تحتوى على كم هائل من المشاهد الحميمة ،فهي الوسيلة الأخطر في دفع المراهقات للتقليد،والبحث عن العلاقات المحرمة. 5- استغلال بعض الفتيات المشاكل بين الأزواج ومحاولة اصطيادهم عبر المعاكسات. 6- التفكك الأسرى وغياب الرقابة من قبل الأهل وانعدام لغة الحوار. 7- توفر أداة الجريمة ، فانتشار أجهزة الجوال في يد المراهقين دون ضرورة لذلك تسهل عملية الاتصال والتواصلرأى الدين مراسل " صحيفة الشعلة للإعلام " ، في مخيم دير البلح وسط قطاع غزة التقي فضيلة الشيخ " حماد بركة " فقال رأى الدين " لو تأملنا في جمال الإسلام ومحاسنه ، وأهدافه ومقاصده ، لوقفت على حقيقة ما أراده الله لعباده بإتباعهم دينه من الخير والفضل والسعادة في الدنيا والآخرة . فمن أجل مقاصد الإسلام : حفظ الأعراض ! وحول هذا المقصد العظيم تدور جملة من الأحكام الشرعية تهدف كلها إلى الحفاظ على تماسك الأسر، وحفظ النسل ، والنسب ، وتطهير المجتمع من الرذيلة ، والأمراض ، والأدران ، وصيانة العرض من التهتك والتشويه . ولأجل حفظ الأعراض كانت تلك الأحكام على قسمين: القسم الأول : هو منع وقوع الفاحشة بمختلف صورها وقطع الطريق على كل مواردها ، فلقد حرم الله جل وعلا الزنى وحرم ما يقرب إليه من إطلاق النظر ، وخفض الصوت والتهتك والتبرج وغير ذلك مما يوقع في هذه الفاحشة العظيمة. القسم الثاني : فهو سن النكاح والترغيب في التعفف والحياء وتسهيل الطريق على من أراد التحصن .. ولو تأملت في حقيقة " المعاكسات الهاتفية " لوجدتها سبيل هتك العرض والشرف.. ذاك العرض الذي حفظه من أجل مقاصد الشريعة والدين ، ولو لم يكن حفظه من أكاد الواجبات لما سخرت أحكام شتى في الكتاب والسنة كلها تخدم حفظ العرض وتقدر حرمته. فتأملي .. فالمعاكسات الهاتفية خطوة من الخطوات الشيطانية تقود إلي الفاحشة والهلاك ، قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ )) النور 21 وأردف فضيلة الشيخ حماد بركة قولة لمراسل " صحيفة الشعلة للإعلام " ، سامر البحيصي ، ينبغي القول بأنه من المهم أن يستشعر الإنسان بوجود الرقابة الذاتية ، لان اى قانون به ثغرات ، ولكن إذا فلت الإنسان من عقوبة الدنيا ، فلن يفلت من عقوبة الآخرة ، مع العلم بان هذا الأمر ممكن أن يحدث لأحد من محارمه " أخته ، زوجته ، ابنته" . |