السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين
تألفوا تسعدوا
بدات الحياة البشرية بخلق سيدنا ادم عليه السلام ثم خلق الله من نفسه زوجه و جعل بينهما مودة و رحمةفعمرت الارض بالبشر على اختلاف أنواعهم و اجناسهم و عقائدهم . وقد شاءت ارادة الله ان تكون هذه المودة أساس بناء المجتمع الانساني الذي يعيش افراده تحت ظلال الرحمة و المحبة والصفاء و الاخاء . * يقول الله تعالى : " يا ايها الناس ان خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير " ( الحجرات 13 ) - نعم فقد خلقنا الله تعالى من اصل واحد هو ادم و حواء ، و صيرنا بالتكاثر شعوبا و قبائل متعددة يسودها الوئام و التعاون و ان اختلفت السنتهم و الوانهم و طباعهم و اخلاقهم لان هذه الفوارق يجب ان لا تكون سببا في النزاع و الشقاق بين الامم ، بل الاولى ان يسود بدلا عنها جو التعاون و التكامل لانه لا تفاضل بين بني الانسان الا بالطاعة و التقوى : " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " . * عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحسب:المال ، و الكرم:التقوى" (اخرجه الترمذي) * قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " حسب الرجل ماله و كرمه دينه ، و اصله عقله ، و مروءته خلقه " * سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم اي الناس اكرم ؟ قال : " اكرمكم عند الله اتقاكم " . ( البخاري عن ابي هريرة ) * قال صلى الله عليه و سلم : " اني لأرجو ان اكون اخشاكم لله ، و اعلمكم بما اتقي " . فأصلحوا بين اخويكم * قال الله عز و جل : " انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم و اتقوا الله لعلكم ترحمون " ( الحجرات 10 ) - انما المؤمنون بالله و رسوله اخوة جمع الايمان بين قلوبهم فهم اخوة في الدين و الحرمة لا في النسب ، و لهذا قيل : " أخوة الدين أثبت من اخوة النسب . لان اخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ، و اخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب ، و لان معنى الاخوة في الدين معلوم مقرر قال الله تعالى : " يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان " (الحشر 10 ) . " فاصلحوا بين اخويكم " اي بين كل مسلمين تخاصما و تقاتلا بان تحملوهما على حكم الله و حكم رسوله لان واجب الاخوة يستنهضنا للاصلاح بينهما ، و ما ينطبق على الافراد ينطبق على الجماعات فاذا بغت فئة على فئة اخرى من المؤمنين فلا بد ان نسعى بينهما بالصلح و الحسنى.